طالب آلاف المتظاهرين الأردنيين برحيل الحكومة التي يرأسها سمير الرفاعي, وذلك خلال مظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة احتجاجا على ارتفاع الأسعار فيما عرف بـ"يوم الغضب الأردني".
وقد شهدت المظاهرات فيمدينتي الكرك (150 كلم جنوب عمان) وإربد (80 كلم شمال عمان) اشتباكات مع مدنيين محسوبين على الحكومة الأردنية, إضافة إلى اعتداء على صحفيين، في حين غابت القوى الأمنية عن هذه المسيرات.
وخرج المئات من مواطني مدينة الكرك في مظاهرة بعد صلاة الجمعة من المسجد العمري بعد أن اشتبكوا مع مدنيين -أكدت قيادات في المسيرة أنهم من المحسوبين على الأجهزة الرسمية- بعد أن هدد ذات المدنيين فريق شبكة الجزيرة بالاعتداء وتكسير كاميراته قبل أن يعتدوا على صحفي يعمل في قناة محلية أردنية.
وهتف المتظاهرون في المسيرة التي جابت عددا من شوارع الكرك ضد سياسات الحكومة الاقتصادية.
وقال النائب السابق عن محافظة الكرك علي الضلاعين إن "مدنيين محسوبين على الأجهزة الأمنية" اعتدوا عليه أثناء محاولته منعهم من تكسير كاميرات الصحفيين.
وقال الضلاعين للجزيرة نت "المسيرة كانت سلمية وذات مطالب سياسية لكن الأجهزة الأمنية والرسمية استخدمت غوغائيين ومندسين للاعتداء على المتظاهرين والصحفيين".
وتابع "من خرجوا في المسيرة هم أبناء العشائر الغاضبين من الحكومة وسياساتها التي أفقرت الناس ولكن الحكومة وأجهزتها أرادت تخريبها من خلال استثمارها بالعنف والغوغائيين للاعتداء علينا وعلى الصحفيين".
كما خرجت مسيرات كبرى من المسجد الحسيني في عمان والمسجد الهاشمي في إربد والمسجد الكبير في بلدة ذيبان بمحافظة مأدبا، واعتصم العشرات في مدينة السلط ومخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين.
ونظمت المسيرات لجان شعبية وشاركت فيها اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين وقيادات سياسية معارضة من بينها المعارض البارز ليث شبيلات وقيادات نقابية ويسارية، في حين كان الغائب الأكبر عنها الحركة الإسلامية بجناحيها (الإخوان المسلمون وجبهة العمل الإسلامي) وأحزاب المعارضة ورؤساء النقابات المهنية، وشاركت قيادات من الإخوان بمسيرة إربد فقط.
الجوع كافر
ورفع المتظاهرون أرغفة الخبز ضمن لافتات كتاب عليها "أين أنت يا عزيزي؟"، و"الجوع كافر"، و"يا شعبنا يا مسكين حرقوك بالبنزين".
وحضرت الأحداث التي تشهدها تونس بقوة في مسيرات المدن الأردنية، حيث أشاد متظاهرون بتحركات تونس والجزائر ووجهوا الشكر للشعب التونسي على ما اعتبروه دفعا لحكومتهم في عمان لاتخاذ قرارات تخفيض أسعار بعض السلع.
وفي السلط هاجم مواطنون نواب البرلمان ووصفوهم بـ"الأموات والخفافيش"، وانتقدوا منحهم ثقة قياسية لحكومة سمير الرفاعي.
وكانت الحكومة استبقت مسيرات الجمعة باتخاذ سلسلة قرارات اقتصادية زادت تكلفتها عن 170 مليون دولار كان من بينها تخفيض أسعار السولار والبنزين والغاز بنسبة 6%.
وطالب المعارض البارز ليث شبيلات العاهل الأردني بالتحرك سريعا لمحاسبة الفاسدين "قبل أن ينتقل ما يجري في تونس للأردن". وقال للجزيرة نت بعد مشاركته بمسيرة في وسط العاصمة عمان إن "الحالة التونسية تتكرر عندنا في الأردن لأن الجوع بدأ يحركنا كما حرك التونسيين"، ووصف قرارات الحكومة للتخفيف عن المواطنين بأنها "تافهة وجاءت على حساب الخزينة المثقلة بالديون".
وتابع "نحن نريد أن نحمي العرش من الفاسدين حوله لأن بلدنا بحاجة للعرش الذي وضعت حكومة سابقة قنبلة تحته عندما سجلت أراضي للخزينة باسم الملك".
وحمل شبيلات بشدة على قيادات المعارضة الأردنية التي غابت عن مسيرات الجمعة، وقال "عندما تحرك الناس وانتفضوا عام 1989 كانت مديونية الأردن 8 مليارات دولار واليوم زادت عن 15 مليار دولار وما فعلته قيادات المعارضة أنها أزالت حكومات فاسدة وجاءت بحكومات أكثر فسادا".
وطالب العاهل الأردني بـ"إعادة الاعتبار للركن النيابي في النظام الأردني"، ووصف مجلس النواب الحالي بأنه لا يصلح أن يكون "مجلس مخاتير حارات".